المجدد
السبت، 30 يناير 2016
الجمعة، 26 يوليو 2013
الصيام في الشرائع السماوية
لا خلاف بين العلماء علي أن الله تعالي فرض الصيام علي الأمم السابقة. لقوله تعالي: "كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" "البقرة: 183". ولكنهم اختلفوا في تعيين أيام الصيام الواجب صيامها عليهم. علي قولين: القول الأول: يري أن الصيام في الأمم السابقة كان ثلاثة أيام في كل شهر. ولم يكن في شهر رمضان كاملاً. استدلالاً بقوله تعالي: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات" "المائدة : 48". وإلي هذا ذهب أكثر أهل العلم. قال به معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك والحسن والسدي. القول الثاني: يري أن الصيام في الأمم السابقة كان محله شهر رمضان. وهو قول ابن عمر وبعض أهل العلم. فقد روي ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "صيام رمضان كتبه الله علي الأمم من قبلكم". وذلك في حديث طويل اختصر منه ذلك. ويري أصحاب هذا الرأي أن اختلاف الشرائع الوارد في الآية: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" إنما هو في صفة الصوم وليس في محله. حيث روي عن ابن عمر قال: "كتب عليهم إذا صلي أحدهم العتمة ونام حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلي مثلها".
وعندما أوجب الله تعالي الصيام علي المسلمين في عهد نبينا صلي الله عليه وسلم أخذهم بالتدرج. واختلف الفقهاء في صفة هذا التدرج. ومن أشهر أقوالهم: "1" أن الصيام علي المسلمين شرع قبل الهجرة وفي مبدأ الإسلام. وكان كما كان عليه الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام وصيام عاشوراء علي سبيل الاستحباب. وقيل إن صيام عاشوراء كان واجباً. روي هذا عن معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك بن مزاحم وزاد: لم يزل هذا مشروعاً من زمان نوح إلي أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان. أخرج الشيخان عن عائشة قالت: كان عاشوراء يصام قبل رمضان. فلما نزل فرض رمضان. قال: "من شاء صام ومن شاء أفطر". وأخرج الإمام أحمد عن معاد بن جبل. قال: أحيل الصيام ثلاثة أحوال. فإن رسول الله. صلي الله عليه وسلم. قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء. ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" "البقرة: 183". "2" أن الصيام علي المسلمين شرع بعد الهجرة في السنة الثانية منها. وكان محله شهر رمضان علي سبيل التخيير. فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً عن كل يوم لا يصومه. فأجزأ ذلك عنه. ثم إن الله عز وجل أنزل قوله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر" "البقرة: 185". فأثبت أن صيامه علي المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر.
قال ابن كثير في "تفسيره": وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا. فإذا ناموا امتنعوا. ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة. كان يعمل صائماً حتي أمسي. فجاء إلي أهله فصلي العشاء ثم نام. فلم يأكل ولم يشرب حتي أصبح. فأصبح صائماً. فرآه رسول الله. صلي الله عليه وسلم. وقد جهد جهداً شديداً. فقال: "مالي أراك قد جهدت جهدا؟" قال: يا رسول الله. إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت. فأصبحت صائماً. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعدما نام فأتي النبي. صلي الله عليه وسلم. فذكر له ذلك. فأنزل الله عز وجل: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون" "البقرة : 187".
وعندما أوجب الله تعالي الصيام علي المسلمين في عهد نبينا صلي الله عليه وسلم أخذهم بالتدرج. واختلف الفقهاء في صفة هذا التدرج. ومن أشهر أقوالهم: "1" أن الصيام علي المسلمين شرع قبل الهجرة وفي مبدأ الإسلام. وكان كما كان عليه الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام وصيام عاشوراء علي سبيل الاستحباب. وقيل إن صيام عاشوراء كان واجباً. روي هذا عن معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك بن مزاحم وزاد: لم يزل هذا مشروعاً من زمان نوح إلي أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان. أخرج الشيخان عن عائشة قالت: كان عاشوراء يصام قبل رمضان. فلما نزل فرض رمضان. قال: "من شاء صام ومن شاء أفطر". وأخرج الإمام أحمد عن معاد بن جبل. قال: أحيل الصيام ثلاثة أحوال. فإن رسول الله. صلي الله عليه وسلم. قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء. ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" "البقرة: 183". "2" أن الصيام علي المسلمين شرع بعد الهجرة في السنة الثانية منها. وكان محله شهر رمضان علي سبيل التخيير. فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً عن كل يوم لا يصومه. فأجزأ ذلك عنه. ثم إن الله عز وجل أنزل قوله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر" "البقرة: 185". فأثبت أن صيامه علي المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر.
قال ابن كثير في "تفسيره": وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا. فإذا ناموا امتنعوا. ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة. كان يعمل صائماً حتي أمسي. فجاء إلي أهله فصلي العشاء ثم نام. فلم يأكل ولم يشرب حتي أصبح. فأصبح صائماً. فرآه رسول الله. صلي الله عليه وسلم. وقد جهد جهداً شديداً. فقال: "مالي أراك قد جهدت جهدا؟" قال: يا رسول الله. إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت. فأصبحت صائماً. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعدما نام فأتي النبي. صلي الله عليه وسلم. فذكر له ذلك. فأنزل الله عز وجل: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون" "البقرة : 187".
الأربعاء، 24 يوليو 2013
رمضان وأسماء الله تعاللى
يقول تعالي: "ولله الأسماء الحسني فادعوه بها" "الأعراف: 180". وأخرج الشيخان عن أبي هريرة. أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة".. ويثور التساؤل عن اسم "رمضان" هل هو من أسمائه تعالي؟ لقد اختلف العلماء في ذلك. حيث ذهب بعض السلف منهم أبوهريرة من الصحابة. ومجاهد ومحمد بن كعب من التابعين. وبعض الحنابلة إلي أن "رمضان" أحد أسماء الله تعالي. ويكره أو يحرم أن يقال: إلا "شهر رمضان". ولا يقال: "رمضان".. وقد روي ابن أبي حاتم بسنده عن أبي هريرة. قال: "لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالي. ولكن قولوا: شهر رمضان". قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك.. وقال المرداوي الحنبلي في "الإنصاف": وهو وجه في المذهب. وفي المنتخب: لا يجوز وليس فقط يكره..وذهب الجمهور من العلماء إلي أن "رمضان" ليس اسماً من أسماء الله تعالي. ومن ثم لا يكره قول: رمضان بإسقاط "شهر" مطلقاً. ولكن يستحب أن يقال: "شهر رمضان" كما قال الله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" "البقرة: 185". وقال ابن كثير في "تفسيره" إن الشيخ علم الدين السخاوي قد ذكر في جزء جمعه سماه "المشهور في أسماء الأيام والشهور": إن قول من قال إن "رمضان" اسم من أسماء الله خطأ لا يعرج عليه ولا يلتفت إليه.. وقال ابن أبي حاتم: هو قول ابن عباس وزيد بن ثابت. قال ابن كثير: وحديث أبي هريرة عند ابن أبي حاتم في سنده أبو معشر هو نجيح بن عبدالرحمن المدني إمام المغازي والسير. ولكن فيه ضعف. وقد رواه ابنه محمد عنه فجعله مرفوعاً عن أبي هريرة. وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي. وهو جدير بالإنكار. فإنه متروك وقد وهم في رفع هذا الحديث. وقد انتصر البخاري - رحمه الله - في كتابه لهذا. فقال: "باب يقال رمضان". وساق أحاديث في ذلك منها: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
ويري الحنفية والصحيح عند الحنابلة: استحباب قول "شهر رمضان" دون "رمضان" فقط. ليس من باب الشبهة في أسماء الله تعالي التي ليس منها "رمضان" وانما من باب مجاراة الاستعمال. كما ورد في القرآن الكريم وعلي ألسنة أهل العلم.. يقول داماد أفندي صاحب "مجمع الأنهر": مجموع كلمتي "شهر رمضان" علم علي الشهر. وقد ورد إضافة لفظ الشهر في ثلاثة أشهر. هي: شهر رمضان. وشهر ربيع الأول. وشهر ربيع الآخر.. وإذا قيل: رمضان فقط. فهو محمول علي الحذف للتخفيف. وذلك لو كان "رمضان" علماً لكان قولنا: "شهر رمضان" بمنزله قولنا: "إنسان زيد" ولا يخفي قبحه. ولهذا كثر في كلام العرب: شهر رمضان. ولم يسمع شهر رجب وشهر شعبان علي الإضافة. والسر في قبحه: عدم الاستعمال. وإلا فهو من قبيل إضافة العام إلي الخاص. وهي جائزة.
قلت: ولم يتفق الفقهاء علي حصر أسماء الله تعالي. لعدم وجود دليل صحيح فيها. ولتداخل أسماء الله تعالي في صفاته وحتي يحرص المسلم علي جمع كل ما يليق بذاته سبحانه ليفوز بإحصاء أسمائه.
الاثنين، 22 يوليو 2013
فضل شهر رمضان
قلت: وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس. قال: نزل القرآن في رمضان في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة. ثم أنزل علي مواقع النجوم ترتيلاً في الشهور والأيام. وفي رواية عن ابن جبير عن ابن عباس. قال: أنزل القرآن في النصف من شهر رمضان إلي سماء الدنيا. فجعل في بيت العزة. ثم أنزل علي رسول الله. صلي الله عليه وسلم. في عشرين سنة لجواب كلام الناس. وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال: نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر علي هذه السماء الدنيا جملة واحدة. وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء ولا يجيء المشركون بمثل يخاصمون به الا جاءهم الله بجوابه. وذلك قوله: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً" "الفرقان: 32. 33".
ومن فضائل شهر رمضان: ان الله تعالي أوجب صيامه علي المسلمين. ويدل لذلك الكتاب والسنة والاجماع:
"1" أما دليل الكتاب فقوله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هديً للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدّة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون" "البقرة: 185" ووجه الدلالة: في قوله سبحانه: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" هكذا بصيغة الأمر يقول ابن كثير: هذا إيجاب حتم علي من شهد استهلال الشهر. أي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان. وهو صحيح في بدنه: ان يصوم لا محالة. ونسخت هذه الآية الإباحة المتقدمة لمن كان صحيحا مقيماً ان يفطر ويفدي باطعام مسكين عن كل يوم.
"2" وأما دليل السنة فأحاديث كثيرة نذكر منها ما يلي: حديث ابن عمر في الصحيحين. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: "بني الاسلام علي خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وإقام الصلاة. وإيتاء الزكاة. والحج. وصوم رمضان". ووجه الدلالة: واضح من بيان النبي. صلي الله عليه وسلم. أركان الاسلام الذي لا يتم إلا بها. ومنها صيام رمضان. فكانت تلك من الفرائض الشرعية التي لا تحلل منها إلا بعذر مشروع.
وحديث ابن عمر في الصحيحين. ان النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: "إذا رأيتموه فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فان غم عليكم فاقدروا له" يقول الصنعاني في "سبل السلام": الحديث دليل علي وجوب صوم رمضان لرؤية هلاله. وإفطاره أول يوم من شوال لرؤية هلاله.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)