لا خلاف بين العلماء علي أن الله تعالي فرض الصيام علي الأمم السابقة. لقوله تعالي: "كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" "البقرة: 183". ولكنهم اختلفوا في تعيين أيام الصيام الواجب صيامها عليهم. علي قولين: القول الأول: يري أن الصيام في الأمم السابقة كان ثلاثة أيام في كل شهر. ولم يكن في شهر رمضان كاملاً. استدلالاً بقوله تعالي: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات" "المائدة : 48". وإلي هذا ذهب أكثر أهل العلم. قال به معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك والحسن والسدي. القول الثاني: يري أن الصيام في الأمم السابقة كان محله شهر رمضان. وهو قول ابن عمر وبعض أهل العلم. فقد روي ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عمر. قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "صيام رمضان كتبه الله علي الأمم من قبلكم". وذلك في حديث طويل اختصر منه ذلك. ويري أصحاب هذا الرأي أن اختلاف الشرائع الوارد في الآية: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" إنما هو في صفة الصوم وليس في محله. حيث روي عن ابن عمر قال: "كتب عليهم إذا صلي أحدهم العتمة ونام حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلي مثلها".
وعندما أوجب الله تعالي الصيام علي المسلمين في عهد نبينا صلي الله عليه وسلم أخذهم بالتدرج. واختلف الفقهاء في صفة هذا التدرج. ومن أشهر أقوالهم: "1" أن الصيام علي المسلمين شرع قبل الهجرة وفي مبدأ الإسلام. وكان كما كان عليه الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام وصيام عاشوراء علي سبيل الاستحباب. وقيل إن صيام عاشوراء كان واجباً. روي هذا عن معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك بن مزاحم وزاد: لم يزل هذا مشروعاً من زمان نوح إلي أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان. أخرج الشيخان عن عائشة قالت: كان عاشوراء يصام قبل رمضان. فلما نزل فرض رمضان. قال: "من شاء صام ومن شاء أفطر". وأخرج الإمام أحمد عن معاد بن جبل. قال: أحيل الصيام ثلاثة أحوال. فإن رسول الله. صلي الله عليه وسلم. قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء. ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" "البقرة: 183". "2" أن الصيام علي المسلمين شرع بعد الهجرة في السنة الثانية منها. وكان محله شهر رمضان علي سبيل التخيير. فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً عن كل يوم لا يصومه. فأجزأ ذلك عنه. ثم إن الله عز وجل أنزل قوله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر" "البقرة: 185". فأثبت أن صيامه علي المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر.
قال ابن كثير في "تفسيره": وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا. فإذا ناموا امتنعوا. ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة. كان يعمل صائماً حتي أمسي. فجاء إلي أهله فصلي العشاء ثم نام. فلم يأكل ولم يشرب حتي أصبح. فأصبح صائماً. فرآه رسول الله. صلي الله عليه وسلم. وقد جهد جهداً شديداً. فقال: "مالي أراك قد جهدت جهدا؟" قال: يا رسول الله. إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت. فأصبحت صائماً. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعدما نام فأتي النبي. صلي الله عليه وسلم. فذكر له ذلك. فأنزل الله عز وجل: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون" "البقرة : 187".
وعندما أوجب الله تعالي الصيام علي المسلمين في عهد نبينا صلي الله عليه وسلم أخذهم بالتدرج. واختلف الفقهاء في صفة هذا التدرج. ومن أشهر أقوالهم: "1" أن الصيام علي المسلمين شرع قبل الهجرة وفي مبدأ الإسلام. وكان كما كان عليه الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام وصيام عاشوراء علي سبيل الاستحباب. وقيل إن صيام عاشوراء كان واجباً. روي هذا عن معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك بن مزاحم وزاد: لم يزل هذا مشروعاً من زمان نوح إلي أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان. أخرج الشيخان عن عائشة قالت: كان عاشوراء يصام قبل رمضان. فلما نزل فرض رمضان. قال: "من شاء صام ومن شاء أفطر". وأخرج الإمام أحمد عن معاد بن جبل. قال: أحيل الصيام ثلاثة أحوال. فإن رسول الله. صلي الله عليه وسلم. قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء. ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" "البقرة: 183". "2" أن الصيام علي المسلمين شرع بعد الهجرة في السنة الثانية منها. وكان محله شهر رمضان علي سبيل التخيير. فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً عن كل يوم لا يصومه. فأجزأ ذلك عنه. ثم إن الله عز وجل أنزل قوله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر" "البقرة: 185". فأثبت أن صيامه علي المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر.
قال ابن كثير في "تفسيره": وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا. فإذا ناموا امتنعوا. ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة. كان يعمل صائماً حتي أمسي. فجاء إلي أهله فصلي العشاء ثم نام. فلم يأكل ولم يشرب حتي أصبح. فأصبح صائماً. فرآه رسول الله. صلي الله عليه وسلم. وقد جهد جهداً شديداً. فقال: "مالي أراك قد جهدت جهدا؟" قال: يا رسول الله. إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت. فأصبحت صائماً. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعدما نام فأتي النبي. صلي الله عليه وسلم. فذكر له ذلك. فأنزل الله عز وجل: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون" "البقرة : 187".